عُرفت نخلة التمر منذ قديم الزمن ويعتقد بأن العراق والوطن العربي وبعض المناطق المجاورة له هو الموطن الأول لانتشاره. ذكرت نخلة التمر في النقوش والآثار السومرية والبابلية في العراق القديم كما ذكرت في نقوش وآثار الفراعنة العائدة إلى تاريخ مصر القديم وكذلك العصر الروماني.
وتعد الحضارة الفرعونية من أهم الحضارات التي اعتمدت على التمور، في إنتاج الأكل والنبيذ. وتقول الأبحاث إن الفراعنة وأهل مصر القديمة زرعوا واستغلوا نوعًا آخر من نخيل التمر الخاص بهم، وهو نخيل الدوم، وتعتبر مصر وحوض النيل موطن هذا النوع القديم. وكان علماء الآثار في مصر قد عثروا على عدد من البلح في قبر توت عنخ آمون عام 2007. ولطالما اعتبر الفراعنة النخيل رمزًا للحياة الطويلة.
كذلك ورد اسم نخلة التمر في القرآن الكريم وفي الكتب السماوية الأخرى مثل التوراة والإنجيل، مثلما ضُرب بها المثل في القرآن الكريم، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم : 24].
ويدعي العالم الإيطالي إدواردو بكاري، الباحث في علوم الزراعة، أن موطن النخيل الأصلي هو الخليج العربي، وقد بنى حجته على ذلك بقوله أن هناك جنس من النخل لا ينتعش نموه إلا في المناطق شبه الاستوائية حيث تندر الأمطار وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة ويقاوم الملوحة لحد بعيد. فلا تتوفر هذه الصفات إلا في المنطقة الكائنة غرب الهند وجنوب إيران، أو في الساحل الغربي للخليج العربي.
من كل ما ورد أعلاه نلمس أهمية النخل العظيمة لدى الأمم القديمة، حيث يتصف خشب شجرة النخيل وأوراقه بفوائد كبيرة لاستخدامه في بناء المنازل والأسوار والسلال والحبال وغيرها الكثير من المواد المفيدة، كما أن ثمرة أشجار النخيل هي الغذاء الأساسي للمواطن العربي وهو مصدر حيوي للغذاء والطاقة، وعلى مدى آلاف السنين، قدمت أشجار النخيل مساعدة عظيمة من المأوى والغذاء إلى الضروريات الأخرى للبدو للعرب.